طلاب العلم

طلاب العلم

اعلان

الاثنين، 30 أكتوبر 2017

أكتوبر 30, 2017

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

* الإهتمام بالسنن النبوية,والعمل بها*

 ©ألقاها عبر إذاعة طلاب العلم الشرعي
بتاريخ: 29 رجب1437هـ

  للشيخ الفاضل /

*أحمد بن عبد الله الحكمي*

حفظه الله وبارك في عمره
للمــشـــاهــــــدة المــادة على الرابط الـــتالي ::
❉ ـــ ▼ للمشاهدة ▼ ـــ ❉

❉ ـــ ▼ لتحميل المادة صوتية ▼ ـــ ❉
❉ ـــ ▼ لتحميل المادة مفرغة ▼ ـــ ❉

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام ، على نبينا محمد وآله وصحبه ، والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... بارك في الأخوة بالمغرب ، وفي جهودهم .. 
هذه محاضرة بعنوان " الإهتمام بالسنن النبوية ، والعمل بها " في يوم الجمعة الموافق للتاسع والعشرين من شهر رجب لعام سبعة والثلاثون وأربع مائة وألف للهجرة . 


فأقول مستعنا بالله تعالى : إن أحق ما اعتنى به المسلم ، وأولى ما صرف فيه الأوقات هو العمل المستمر على اقتفاء أثار النبي صلى الله عليه وسلم وتمثلها وتطبيقها في حياته اليومية .. ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، ذلك أن غاية المؤمن هو تحصيل الهداية الموصلة إلى دار القرار ، دار النعيم والسعادة الأبدية ، وطريق هذه الهداية إنما هو في طاعة النبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به ، واقتفاء أثاره ، كما قال تعالى : « وإن تطيعوه تهتدوا » فاتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، واتباع سنته هي الحصن الحصين لمن تمسك بها ، والشرعة المعينة لمن حفظها وحافظ عليها ، وهي طريق الإستقامة ، وسبيل السلامة ، والسلم إلى درجات المقامة ، وهي الوسيلة إلى صنوف الكرامة في الدنيا والآخرة ، حافظ السنة محفوظ من الله تعالى ، وملاحظها ملحوظ ، والمهتدي بمعالمها سائر إلى قرب الرحيم الودود ، ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الخلود . 
لهذا كان السلف الصالح يعتنون بها عناية كبيرة ، حتى إنهم ليجعلونها معيارا لمن يؤخذ عنه العلم يقول إبراهيم النخعي رحمه الله : ( كانوا ) أي : السلف ( إذا أتو الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته ، وإلى سنته وإلى هيئته ، ثم يأخذون عنه ) .
وقال أبو العالية رحمه الله : ( كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه ، فننظر إذا صلى ، فإذا أحسنها جلسنا إليه ، وقلنا : هو لغيرها أحسن ، وإن أساء قمنا عنه ، وقلنها : هو لغيرها أسوء ) .
وكذا اعتنى العلماء قديما وحديثا بالسنة ، وكم لهم من آياد بيضاء في الحث عليها ، والعناية بها . 
وأعني بالسنة هنا ، السنة بمعناها العام ، الذي كان عليه السلف الصالح ، وليس المقصود فقط السنة المقابلة للواجب بل السنة بمعناها العام ، أي ؛ الشريعة والطريقة التي كان عليها نبينا صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها أصحابه رضي الله عنهم ، والتابعون لهم بإحسان ، الشاملة للأحكام ، الإعتقادية والعملية واجبة كانت أو مندوبة أو مباحة ، ولهذا فقد تواترت النصوص الشرعية وأقوال الصحابة والتابعين على الترغيب فيها والحث على التمسك بها ، وسأتناول شيئا من ذلك :
فاسمعوا يا رعاكم الله : 
يقول الله تعالى في محكم آياته : « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا » . 
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله : ( هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ) اه .
وقال بعضهم : من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا ، نطق بالحكمة ؛ ومن أمر الهوى على نفسه ، نطق بالبدعة ، لأن الله تعالى يقول : « وإن تطيعوه تهتدوا » .


فشرف المؤمن ومنزلته عند الله تعالى إنما تقاس باتباعه واقتداءه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى : « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم » . 
فمن علامات المحبة ، من علامات المحب لله تعالى ، حقا وصدقا ، اتباعه لنبيه ومصطفاه صلوات الله وسلامه عليه ، في أخلاقه ، وأفعاله وأوامره وسننه ، وكلما كان المؤمن أشد تحريا للسنة ، وأكثر إتباعا لها ؛ كان بالدرجات العلى أحق وأجدر ، وبمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأحرى . 
ويقول تعالى : " واتبعوه لعلكم تهتدون " أي اتبعوا هذا النيي صلى الله عليه وسلم ، فسبيل الهداية ، والثبات عليها ، هو في اتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : ( وإذا كانت سعادة الأولين والأخرين هي باتباع المرسلين - عليهم الصلاة والسلام - فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك : أعلمهم بأثار المرسلين وأتبعهم لذلك ) اه
وقد جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته " أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد " صلى الله عليه وسلم .
يعني: خير طريقة عرفتها البشرية هي طريقة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فما من خير إلا دلنا عليها ولا شر إلا حذرنا منه ، صلوات ربي وسلامه عليه .
وفي المسند ، مسند الإمام أحمد رحمه الله من حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت العيون ، ووجلت منها القلوب قلنا يا رسول الله : إن هذه لموعظة مودع فما تعهد إلينا ؟ قال : " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ؛ ومن يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين .. " الحديث .
وفي لفظ عند أصحاب السنن إلا النسائي قال : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم يرى بعدي إختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضو عليها بالنواجد ، وإياكم ومحدثات الأمور .. " الحديث .
ففي هذا الحديث ؛ وصية جامعة مانعة ، كافية لمن تمسك بها . 
نعم المتمسك بهذه الوصية ، تتحقق له السعادة ، وتحصل له النجاة في الدنيا والآخرة . 
يقول الزهري رحمه الله : ( كان من مضى من علمائنا يقولون : الإعتصام بالسنة نجاة ) اه 
لأن السنة كما قال الإمام مالك رحمه الله : مثل ( سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ) . 
وقال عروة بن الزبير رحمه الله ورضي الله عن أبيه : ( السنن السنن ، فإن السنن قوام الدبن ) اه
يعني ؛ الزمو السنة ، الزمو السنة ، فإنها قوام الدين ، بها السعادة في الدنيا والآخرة .
وهي كافية لمن تمسك بها . 
قال الأوزاعي رحمه الله : كان يقال : ( خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان :
~ لزوم الجماعة ،
~ واتباع السنة ،
~ وعمارة المسجد ،
~ وتلاوة القرآن ،
~ والجهاد في سبيل الله ) .
وأقول : العلم نوع من أنواع الجهاد وهو مقدم على الجهاد بالسلاح ، وصاحب العلم الشرعي ، لا شك أنه صاحب سنة ، واتباع ، نسال الله تعالى من فضله ؟.


ويقول عبد الله بن فيروز الديلمي وهو من كبار التابعين رحمه الله ، لأبيه صحبة ، رضي الله عن أبيه ، يقول رحمه الله : ( بلغني أن أول ذهاب الدين ، ترك السنن ) .
يعني ؛ بلغه عن الصحابة والتابعين ، أن أول ذهاب الدين ترك السنن .
وقال القاضي عياض رحمه الله : ( أصول مذهبنا ثلاثة : 
~ الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأفعال 
~ والأكل من الحلال 
~ وإخلاص النية في جميع الأعمال ) .
ويقول أيضا : ( إن لله عبادا يحيي بهم البلاد ، وهم أصحاب السنة ) .


فالسنة السنة أيها الأخوة علينا بلزومها والمحافظة عليها فكم فيها من فوائد وثمرات عظيمة : 
وسأقف معكم هنا مع بعض تلك الثمرات وتلك الفوائد ، لعل الله أن يوفقنا لتحصيلها : 
يقول الإمام بن قدامة رحمه الله : ( وفي اتباع السنة ) - واسمعوا يرعاكم الله - يقول : ( وفي اتباع السنة بركة موافقة الشرع ، ورضى الرب سبحانه وتعالى ، ورفع الدرجات ، وراحة القلب ، ودعة البدن ، وترغيم الشيطان وسلوك الصراك المستقيم ) انتهى كلامه . 
اتباع السنة بركة ؛ لانك موافق للشرع ، وفيها رضا يرضى عنك الله تعالى ، وفيها رفعة للدرجات في الدنيا والآخرة ، وفيها راحة للقلب وطمئنينة ، ودعة للبدن وراحة ، وترغيم للشيطان ، وفيها سلوك للصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى
بسلوكه ، وسؤال الله تعالى في كل يوم أن يهدينا هذا الصراط ، فمن لزم هذه السنة عصمه الله ، من لزمها عصم ، ومن خالفها ندم ، فهي مفتاح السعادة ، وطريق للفوز والنجاة في الدنيا والآخرة ، سلك الله بنا جميعا ، طريق أهل السعادة ، وطريق أهل الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة . 
وإن من فوائدها أيضا وثمراتها العظيمة بلوغ درجة المحبة ، أعني محبة العبد لربه ، ومحبة الرب جل جلاله لعبده الفقير إلى عفوه ورحمته ، فاتباع السنة فيها محبة لله وفيها أيضا حب الله تعالى لعبده ، ومحبة الله لعبده أعظم من محبة العبد لربه ، فليس الشأن أن تحب الله ، بل الشأن كل الشأن أن يحبك الله ، وعلامة هذه المحبة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " فمن ثبت على هذا الإتباع ؛ في أفعاله وأقواله وأخلاقه ، فهو الصادق في محبته ، المستحق لمحبة الله له ، ومن أحبه الله ، فليبشر بالخيرات من ربه جل وعلا ، فقد جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يقول : " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيئ أحب إلي مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولأن استعاذني لأعيذنه " الحديث .
فانظروا يا رعاكم الله
انظروا حفظكم الله إلى هذا الفضل العظيم ، ففي هذا الحديث دليل عظيم على أن من حافظ على الفرائض ، ثم تزود من النوافل وأكثر ، كان ذلك سببا في محبة الله تعالى له ، ومن أحبه الله وفقه سبحانه لفعل الخيرات وترك المنكرات ، وحفظ الله له سمعه وبصره وجوارحه ، وسدده الله تعالى في ذلك كله ، فلا يسمع


إلا ما يرضي الله ، ولا يبصر إلا ما يحبه الله ، ولا يعمل بيده إلا ما يرضي الله ، ولا يمشي برجله إلا لما يرضي الله تعالى ، وليس هذا فقط بل إن الله تعالى يقذف في قلوب الصالحين محبته ، فيجعل له القبول في الأرض .
فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض " .
يقول النووي رحمه الله : ( ومعنى " يوضع له القبول في الأرض " اي ؛ الحب في قلوب الناس ، ورضاهم عنه فتميل إليه القلوب ، وترضى عنه ، فقد جاء في رواية : " فتوضع له المحبة " ) . 
وقال ابن كثير رحمه الله : ( يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات في قلوب عباده الصالحين مودة ) .


أسمعتم ؟! أسمعتم أيها الموفقون المباركون ، يا لها من ثمرة وفائدة الزاهد فيها محروم ، إي وربي إنه لمحروم ، هذه أول فائدة وثمرة ، وما يترتب عليها .. من ثمرات أخرى . 
أما الثمرة الثانية ، والفائدة الثانية : أن للمتمسك بالسنة فضل كبير وأجر عظيم خاصة في زمن الفتن وبعد الناس عن السنة ،
وقد أخرج الترمذي رحمه الله وغيره من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " .. فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم " الحديث 
وقد أختلف في صحته إلا أن بعض أهل العلم ذهب إلى تحسينه كالترمذي وابن القيم ، وصحح إسناده الحاكم ووافقه الذهبي ، وحكم بصحته الشيخ الألباني رحمه الله ، ورحم الله الجميع . 
فانظر لهذه الفائدة ، إنها لفائدة عظيمة وثمرة جليلة ، فكم للمتمسك بالسنة من فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى .
ثالثا : ومن الفوائد والثمرات في اتباع السنة والعمل بها ولزومها ، العصمة من الوقوع في البدع ، ومعلوم أن الفقه في الدين هو أعظم سبب للعصمة من الضلال ، والعصمة من البدع ، فقد أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما من حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من يرد الله به خيرا ، يفقه في الدين " الحديث .
ولن يحرص على السنة إلا صاحب الفقه في الدين ، فصاحب الفقه في الدين موفق بإذن الله تعالى ، موفق لاتباع السنة ، لأن الله تعالى أراد به خيرا .
ومفهوم المخالفة للحديث : أن من لم يرد الله به خيرا ، لم يفقه في الدين .
قال بعضهم : لم يضيع أحد فريضة من الفرائض إلا ابتلاه الله بتضييع السنن ، ولم يبتلى بتضييع السنن أحد إلا يوشك أن يبتلى بالبدع .
ولا شك أن من أراد الله به خيرا ، وفقهه في الدين ، بعيد عن سبيل أهل البدع ؛ لأنه من الله محفوظ .. عناية الله تعالى تحيط به ؛ لأنه لزم السنة ، وتفقه في الدين .
وقد مر معانا كلام الزهري رحمه الله أن الإعتصام بالسنة نجاة ، أي نجاة من الفتن والبدع . 


وإن من فوائد وثمرات اتباع السنة والعمل بها : أن للعامل بالسنة مثل أجر من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا ، فقد أخرج مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئ .. " الحديث 
فإذا أحيا المسلم سنة قد هجرت ، أو ضيعت ، واقتدى به غيره ، فإن له أجر العمل بهذه السنة ، وله كذلك أجر من اقتدى به فيها ، وهكذا حتى تقوم الساعة ، فانظر لهذا الفضل العظيم ولهذا الثواب الجزيل من رب رؤوف رحيم ، كم ستحصل من الأجور العظيمة في إحياءك للسنة .
ومن الفوائد والثمرات : أن المحافظة على السنة أمن من الإفتراق ، فإن الإجتماع على السنة رحمة ، والوقوع في البدعة فرقة وعذاب ، وفي حديث الإفتراق خير شاهد على ذلك ، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستفترق " على ثلاث وسبعين فرقة ؛ كلها في النار إلا واحدة " . 
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( والبدعة مقرونة بالفرقة ، كما أن السنة مقرونة بالجماعة ) اه 


ولقد نهانا ربنا جل وعلا عن التفرق ، والإختلاف المذموم كما قال تعالى : « ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولائك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون » . 
قال بعض السلف : ابيضت وجوه أهل السنة والجماعة ، وألوا العلم ، واسودت وجوه أهل البدعة والضلال . كما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما . 
ويقول قتادة رحمه الله : في تفسير قوله تعالى " الذين تفرقوا واختلفوا " ، قال : هم أهل البدع


وقاني الله وإياكم شر البدع .
وفوائد وثمرات السنة كثيرة قد يطول ذكرها .. أكتفي بما قد سمعتم ... وأذكركم بعضها إجمالا .. ثم أختم هذه الكلمة .
وأقول : 
إن من ثمراتها وفوائدها : انها سبيل الهداية من الضلال . 


ومنها : أن المنتسب بالسنة ، هو في الحقيقة منتسب لصاحب السنة صلى الله عليه وسلم . 
المنتسب إليها منتسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلى طريقته وهديه ، وياله من شرف عظيم . 


ومنها : أن اتباع المسلمين للسنة ، فيه شرف وعز ورفعة لهم ... نعم .. متى تمسك المسلمون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، واقتفو آثاره ، ولزموا سنته صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وأخلاقا ، رفعهم الله واعزهم ، وأذل أعدائهم وخذلهم .
ومنها أن المتبع للسنة تصلح أخلاقه ، وتعلو ، وتزكو ، لأنه متبع لمن قال الله تعالى فيه : " وإنك لعل خلق عظيم " صلوات الله وسلامه عليه .


ومنها ، أن باتباع السنة نجاة من العذاب الأليم يوم القيامة ، وسبب لدخول الجنة ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم .


ومنها أن المحافظ عليها يكون ممن أحيا السنن ، وأظهرها للناس ، وهو الموفق بإذن الله . 


أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد . 
كما أسأله أن يعلمنا ما ينفعنا ، وان ينفعنا بما علمنا ، وأن يزيدنا علما وفقها في الدين .. وأن يجعلنا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر . 
وأن يجعلنا من أهل السنة .. المتبعين لها ، المحافظين عليها ... 
وصلى وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه والتابعين .


تفريغ راجعه الشيخ حفظه الله 
فرغه الأخ زهير يحي

.══════ ❁✿❁══════.

📲 قنـاةُ【بوابة طالب العلم 】مِـنْ هُنـ↶ـا:


إرسال تعليق