*توجيهات الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله- في موضوع المزاح عند طلبة العلم*
*الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:*
*فهذه جملة من النصائح للشيخ العلامة مجمد بن هادي المدخلي في موضوع المزاح الذي توسع فيه كثير من طلبة العلم في المجالس العامة في دروسهم ومحاضراتهم، وفي المجالس الخاصة مع الإخوان* *والأحبة،جعلت لها عناوين حتى يسهل تناولها والانتفاع بها،وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد.*
*هذه الكلمة كانت في ضمن فعاليات دورة الدمام الخامسة عشرة،وهي منقولة بتصرف يسير جدا.*
*-أهمية التذكير بهذا الموضوع وسبب ذلك قال-حفظه الله-: (نحن بحاجة للتذكير فيه لأن الاستغراق فيه يذهب هيبة الطلبة طلبة العلم الذين هم السفراء إلى أقوامهم وفي بلدانهم القائمون بدين الله تبارك وتعالى والدعوة إليه ونشره ونحتاج إليهم فلا نحب أن تذهب الهيبة عنهم، ونريد أن تحفظ لهم هيبتهم فتبقى منزلتهم الكريمة عند الناس، فهذا من الأخلاق ذات الحدين، فإن أنت أحسنت المسك نفعك الله، وإن أنت أسأت المسك أضرك الله سبحانه بسبب ما فعلت، وجنيت واكتسبت في المزاح بابا خطيرا وهو من أبواب الأخلاق والآداب، ومن أعظم ما يكون في المزاح الكذب)*
*-وجوب تعلم خطورة المزاح والحد الذي لا يتجاوزه طالب العلم،قال الشيخ –حفظه الله-:( فيجب علينا أن نعلم خطورة المزاح ،وأن نعرف حدنا فيه، وما يباح لنا منه وما لا يباح لنا منه)*
*المزاح المحمود الذي يتسم به أهل العلم هو كمزاح الرسول *صلى الله عليه وسلم:قال الشيخ-حفظه الله-:(من الأخلاق المباحة المزاح لكن المزاح يختلف بين الناس فمزاح أهل العلم كمزاح رسول الله لطيف وظريف ونظيف ولا يقول إلا صدقا)*
*-ضابط المزاح المحمود،قال الشيخ-حفظه الله-:( واعلم أنك إذا أردت أن تمزح فامزح مزحا طيبا حقا عند من يعرف لك هذا وهم طلبة العلم من صنفك، ولا تتجاوز حدك، فإن تجاوزت حدك لم يعرف حقك، وحينئذ يهضم الحق وسمعة العلم الذي يحمله فلذلك ننبه إخواننا ونذكر أنفسنا ونحن بحاجة إلى هذا الإكثار من المزاح يترتب عليه هذه الثلاثة الأمور )*
*-مزاح الذين لا يعلمون ممن تميت مجالستهم القلب،قال الشيخ –حفظه الله-:( وأما مزاح من لا يعلم فإنه ضد ذلك ليس بلطيف ولا ظريف والباطل فيه كثير فأنت إن تغشيت هذه المجالس أمات ذلك قلبك)*
*-كثرة المزاح تميت القلب فكيف بالمزاح السيء،قال الشيخ-حفظه الله-:( والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن كثرة المزاح يميت القلب، فإذا كان كثرة المزاح تميت القلب، فكيف بسيء المزاح)*
*-مجاوزة الناس للحد المشروع في المزاح الذي قد يؤدي بهم إلى الهلاك،يقول الشيخ –حفظه الله-:( والمزاح كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول فيه إلا حقا، وإذا نظرنا إلى أحوال الناس نجدهم قد تجاوزوا ذلك فتجد فيه الباطل وتجد فيه الكذب وربما تجد فيه الفجور ويقول الناس نحن نمزح فمن المزاح ما يخرج إلى الكفر وأهله يسمونه مزاحا هذا ليس مزاحا هذا هلاك)*
*-ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم تجاه قضية الإكثار من المزاح،يقول الشيخ –حفظه الله-:(بقي شق آخر وهو الإكثار منه، وهو مميت للقلب، فإن أهل الفضل الخير أهل جد في أوقاتهم جميعا، وطالب العلم يجب أن يكون حريصا على وقته ومجدا فيه، أما حرصه عليه فلا يضيعه فيما لا ينفع وأما جده فيه فاستعماله فيما يفيده ..فالوقت أغلى من الذهب وهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك)*
*-الترويح عن النفس مطلوب لكن من غير خروج عن الأدب ووقوع في الإثم ومن غير إزراء بطالب العلم،يقول الشيخ –حفظه الله-:( ولا شك أن الإنسان بحاجة إلى أن يروح عن قلبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:( روحوا عن القلوب)،لا شك في هذا لكن ساعة وساعة، والساعة المحمودة هي التي يكون فيها الإنسان ذاهبا إلى مزاح لا يخرجه عن الأدب، وذاهبا إلى مزاحا لا يكسبه الإثم، فلا يخرجه عن أدب، ولا يكسبه إثما، ولا يزري به)*
*-مفاسد الإكثار من المزاح،يقول الشيح حفظه الله:( فنحن نقول إن طالب العلم لا ينبغي له أن يكثر من المزاح لأنه:*
*أولا: يميت قلبه.*
*وثانيا: يذهب هيبته وطالب العلم يجب عليه أن يحافظ على هيبته، فيجرأ عليه الناس.*
*وثالثا: يسيء إلى سمعته فيقولون: فلان أنظروا إليه ما كنا نظنه بهذه الصورة فتنقل عنك صورة بغير ما تحب، وهذا بسبب تنزلك وتبسطك مع من لا يليق لك التبسط معه)*
*-النظر في عواقب الإكثار من المزاح وترك شبهة كسب قلوب الناس يقول الشيخ-حفظه الله-:( بعض الناس وهم من أبنائنا وإخواننا من طلبة العلم يقول: أنا أكسب قلوب الناس، نعم تكسب في المجلس، لكن انظر إلى الآثار بعد المجلس، تذهب هيبتك، ويظن بك السوء ،ويساء فيه إلى سمعة أهل العلم، وإذا نظرت إلى ذلك وجب عليك ألا تتساهل في هذا الجانب).*
منتدى التصفية والتربية